موضوع: قلبوبنا ترجف مثل رجف الماكينه للدكتور محمد المدني الخميس أبريل 23, 2009 7:19 am
بعد التجول عبر الانترنت لبحث لغز الزئبق الأحمر عرفت أن السبب لكل ما حدث هو اسحق ميريت سنجر لأنه بعد محاولات فاشلة للثراء عثر سنجر على ماكينة خياطة قديمة العام 1851، وإيمانا منه بقدرته على تطويرها باعتباره باع العام 1839 تصميماً هندسياً لحفار، قام بتصنيع النسخة الأولى من الماكينة المطورة خلال احد عشر يوماً فقط. ولأن سنجر لم يعتمد تصميماً أصليا جديداً تقدم الياس هاو بشكوى ضده يتهمه فيها بالتحايل على اختراعه واستحق بذلك نسبة معينة من قيمة الماكينات التي يتم إنتاجها داخل الولايات المتحدة. ولو كان اسحق ميريت سنجر حيا لاستحق نسبة من قيمة الماكينات ولأصبح مليونيرا. وبعد أن سمعت كما سمع غيري عن احتواء الزئبق الأحمر في ماكينات اسحق ميريت سنجر، ذهبت إلى موقع الحدث وهو الحراج الذي يسمى حراج "الشيبان" في الرياض، ووجدتهم يحملون الأمل بين أيديهن لتوديع الفقر وطرد الهاجس الذي يقلقهم من طعام للأطفال وإيجار مسكن وفواتير كهرباء باهظة وهاتف نقال وخلافه. لقد رأيت بأم عيني خبراء اكتشاف الزئبق الأحمر السعوديين، ووقفت لأتفرج على الحراج والعيون حولي تنتظر أن أرفع السعر بعد أن وصل سعر أحد الماكينات إلى 35،000 ريال بينما سعرها الأصلي لا يتعدى 80 ريالاً. الأمر مضحك للغاية وأنا أرى هؤلاء الخبراء يضعون أجهزة تليفوناتهم النقالة بجانب إبرة الخياطة وعلى الأجزاء الخلفية من الماكينة وهم يديرون عجلتها، وفي حال انقطاع الإرسال فهذا دليلا ماديا على وجود الزئيق كما يزعمون، وعندها تبدأ رحلة المزايدة على الماكينة. وما اكتشفنه في رحلتي أن بعض أنواع الموبايل لا تنقطع عنها إشارة الإرسال مما وضعني في حيرة أمام ما أراه وسألت نفسي هل يستحي الزئبق الحمر من الظهور عندما يواجهه تلك الأجهزة. وهل وفر العوز المادي أرضا خصبة لتفشي وسريان شائعة الزئبق الأحمر بين أوساط أفراد المجتمع السعودي وخصوصا الطبقات الوسطى منها؟ إنها سذاجة ما بعدها سذاجة. لا يمكن أن نرى مثل هذه الخزعبلات إلا في مجتمعنا وهذه الحادثة جعلتنا أضحوكة للقاصي والداني ليس على المستوى المحلي فقط بل عبر وسائل الإعلام المختلفة، وما تناولته وسائل الإعلام يخجل منه أي إنسان غيور على سمعة بلده، لأنها صورتنا كشعب ساذج أهبل قليل الثقافة ومحدود التفكير يلهث وراء الشائعات والثراء السريع وهذا مؤشر في غاية الخطورة. يبدو أن أننا أكثر الشعوب التي ينضحك عليه ونعشق أن يسرقنا الآخرون. فمن مساهمات الأجهوري إلى مدينة البندقية إلى بطاقات سوا إلى شيكات بدون رصيد إلى مساهمات أراضي وهمية إلى توصيات أسهم سببت في تفليس البشر إلى أطعمة فاسدة وسلع لا تصلح للاستخدام الآدمي وغيرها كثير وكملتها ماكينات الخياطة ورغم ذلك لم نتعلم من أخطاء الماضي. من الملاحظ أن هذه الشائعة لم تجد متصديا لها من الجهات المعنية سوى ما يظهر من تصريحات في بعض وسائل الإعلام، وهو ما يدعو جميع الجهات المعنية للتحرك لمراقبة الأسواق ومتابعتها وتعقب المتسببين في انتشار مثل هذه الخزعبلات باعتبارها مجرد عملية احتيال لا صحة لها ويبقى الجاهل جاهلا و لو امتلك مال قارون.
د محمد بن عبد الرحمن المدني
خسرت من الخجل لحظة مشرف قسم الفلهـ والدجهـ
موضوع: رد: قلبوبنا ترجف مثل رجف الماكينه للدكتور محمد المدني الخميس مايو 07, 2009 7:53 pm